اسبانيا ملكة للقارة العجوز باقدام توريس

فيينا - حولت اسبانيا نهائي كأس اوروبا 2008 لكرة القدم الى مهرجان اول من أمس الاحد بعد ان قدمت اداء اتسم بالتمرير الرائع لتحقق فوزا مستحقا على المانيا 1-صفر.

وتوج هدف سجله المهاجم فرناندو توريس بطريقة بارعة في الدقيقة 33 مباراة نهائية رائعة لم تعكس نتيجتها تفوق وروعة المنتخب الاسباني.

وبعد الانتصار الذي انتظره كثيرون لمدة طويلة خرج الاف المشجعين في مدريد وكافة ارجاء اسبانيا الى الشوارع للاستعداد لليلة طويلة من الاحتفالات ولوحوا باعلام اسبانيا بلونيها الاحمر والاصفر وغنوا "عاشت اسبانيا".

وكافح المنتخب الالماني بقوة في فيينا وهدد مرمى اسبانيا في بعض الاوقات عبر هجمات مرتدة لكن لاعبي الفريق لم ينجحوا في مجاراة المهارات الرفيعة والتمرير الدقيق للمنتخب الاسباني بقيادة مدربه المخضرم لويس اراجونيس.

وفي النهاية كان المنتخب الاسباني سدد 13 مرة نحو مرمى خصمه مقابل اربع مرات لالمانيا من بينها سبع تسديدات على المرمى في مقابل تسديدة واحدة لالمانيا. وتوضح هذه الاحصائية بشكل أكبر مدى تفوق منتخب اسبانيا في المباراة.

واحتفل الاف المشجعين الاسبان باستاد ارنست هابل بانتصار منتخب بلادهم بينما رفع قائد الفريق ايكر كاسياس كأس البطولة بعد ان تسلمه من ميشيل بلاتيني رئيس الاتحاد الاوروبي لكرة القدم.

ورغم ان اسبانيا اشتهرت بانجاب عدد لا نهائي من لاعبي كرة القدم الموهوبين وتعد واحدة من أقوى الدول في هذه الرياضة الا انها لم تنجح في الفوز سوى بلقب واحد كبير وكان كأس اوروبا 1964. ومنذ ذلك الحين تأهل منتخب اسبانيا للمباراة النهائية في كأس اوروبا مرة واحدة عام 1984 وخسر أمام منتخب فرنسا.

لكن منتخب اسبانيا كان هو الفريق الذي صنع البهجة في البطولة التي استمرت ثلاثة اسابيع في النمسا وسويسرا بفضل قدرات فناني خط الوسط تشابي واندريس انيستا وديفيد سيلفا وفرانسيسك فابريجاس الذين قدموا اداء بارعا اتسم بالتمريرات الدقيقة الرائعة.

وكان التناقض في المباراة النهائية واضحا اذ لعب الالمان كرة قدم نمطية فيما اتسم اداء اسبانيا بالابتكار والابداع.

وصنع توريس الفارق ايضا فهو مهاجم رائع ابتعد عن التهديف في البطولة حتى المباراة النهائية التي سجل فيها هدفا وأضاع حفنة من الفرص الخطيرة.

ومنحت السرعة الفائقة المهاجم الاسباني فرصة احراز هدف المباراة الوحيد اذ ركض لتلقي تمريرة بينية من تشابي ونجح في التخلص من الظهير الالماني فيليب لام وسدد باتقان بالقدم اليمنى من فوق ينس ليمان حارس منتخب المانيا لتسكن الكرة الشباك.

وقد كان هدفا رائعا في مباراة نهائية رائعة في بطولة رائعة.

وقال توريس بعد المباراة "هذا هو اهم لقب بعد كأس العالم. سأستمتع بهذا الانتصار وهذا الفوز أمر جيد لكرة القدم."

ومثلما حدث لروسيا في الدور قبل النهائي لم ينجح المنتخب الالماني في مجاراة منافسه الاسباني. وتعافى قائد المانيا مايكل بالاك من اصابة في الساق لكنه لم ينجح ابدا في احداث اي تأثير في المباراة.

وقامت المستشارة الالمانية انجيلا ميركل بعد ذلك بمواساة بالاك بينما كان يتلقى ميدالية الفريق الخاسر.

وهنأ ملك اسبانيا خوان كارلوس والملكة صوفيا منتخب بلادهما بينما كانا يشاهدان المباراة من مقاعد كبار الزوار ووقفا على قدميهما للاحتفال بهدف توريس.

وبعد المباراة رقص لاعبو اسبانيا في الملعب وهتفوا "عاشت اسبانيا