فالنسيا يتمنى الخروج من دوامة الإخفاق مع بداية 2008
2 يناير 2008:
DPA ©
--------------------------------------------------------------------------------
مدرب الفريق الهولندي رونالد كويمان
أيام قليلة ويستأنف الدوري الأسباني لكرة القدم نشاطه بعد انتهاء عطلة الشتاء وأعياد الميلاد (الكريسماس) التي توقفت فيها المسابقة على مدار الأيام العشرة الماضية ، وتعود الفرق الأسبانية إلى دائرة الصراع من جديد وبطموحات متباينة.
وفي الوقت الذي يسعى فيه ريال مدريد إلى تعزيز صدارته والانطلاق بقوة في طريقه للدفاع عن اللقب ويطمح برشلونة صاحب المركز الثاني إلى تقليص فارق السبع نقاط التي تفصله عن الصدارة ، يبدو تركيز فالنسيا منصبا على الخروج من دوامة المشكلات التي تراكمت عليه في الموسم الحالي.
ويحتل فالنسيا حاليا المركز السابع في جدول المسابقة برصيد 26 نقطة من 17 مباراة بعدما انتزع تعادلا ثمينا من مضيفه ريال سرقسطة 2/2 في أخر مبارياته قبل عطلة الشتاء.
وبذلك يكون الفارق الذي يفصله عن ريال مدريد المتصدر قد وصل إلى 15 نقطة وهو فارق يصعب تقليصه بل إنه قد يتضاعف مع نهاية الموسم إذا ظل الفريق غارقا في المشكلات التي عانى منها الفريق في الفترة الماضية.
ورغم ذلك تبدو الفرصة سانحة أمام فالنسيا لتحقيق انطلاقة جديدة وقوية له في الموسم الحالي مع عودة فعاليات الدوري الأسباني مطلع الأسبوع المقبل خاصة وأن الفريق سيستأنف نشاطه بمباراة سهلة، من الناحية النظرية، أمام فريق ليفانتي صاحب المركز الأخير في المسابقة.
ولذلك فإن الفوز في هذه المباراة يعني الكثير بالنسبة لفريق فالنسيا الذي لم يحقق أي فوز في المسابقة منذ تغلبه على مرسية 3/صفر في العاشر من تشرين ثان/نوفمبر الماضي.
وأصبح هذا الفوز هو الثاني له فقط تحت قيادة مدربه الهولندي رونالد كومان الذي تسلم مسئولية الفريق في بداية نفس الشهر ليقوده إلى الفوز على ريال مايوركا 2/صفر ثم على مرسية قبل الدخول في دوامة حقيقية من النتائج الهزيلة.
وبخلاف هذين الفوزين ، خسر الفريق بقيادة كومان ثلاث مباريات وتعادل في اثنتين بالدوري الأسباني.
كما فرض كومان نفسه كصاحب أسوأ بداية مع الفريق في دوري أبطال أوروبا من بين المدربين الذين تولوا مسئولية الفريق في هذه البطولة حيث خسر الفريق أولى مبارياته الأوروبية بقيادة كومان أمام روزنبرج النرويجي صفر/2 ثم تعادل سلبيا مع شالكه الألماني وتشيلسي الإنجليزي ليفشل في تحقيق أي فوز في المباريات الثلاث مما أطاح به خارج البطولة مبكرا.
وسبق أن قاد فالنسيا أربعة مدربين في المسابقة التي بدأ الفريق مشاركاته فيها منذ موسم 1999/2000 الذي نال فيه المركز الثاني مع المدرب الأرجنتيني هيكتور كوبر الذي بدأ مشواره بالفوز على رينجرز الاسكتلندي 2/صفر.
وافتتح رافاييل بينيتيز مسيرته الأوروبية مع فالنسيا موسم 2002/2003 بالفوز 2/صفر على ليفربول الإنجليزي الذي يدربه حاليا وهي نفس النتيجة التي حققها الفريق على أندرلخت البلجيكي تحت قيادة الإيطالي كلاوديو رانييري في موسم 2004/2005 .
وكان المدير الفني السابق كويكي سانشيز فلوريس قد افتتح مسيرته الأوروبية في الموسم الماضي بالفوز 4/2 على أولمبياكوس اليوناني.
أما هذه المرة فقد غادر الفريق البطولة مبكرا برصيد خمس نقاط من ست مباريات بل وخسر الفريق أيضا فرصة احتلال المركز الثالث في مجموعته للانتقال إلى اللعب في كأس الاتحاد الأوروبي.
ولم تتوقف خسائر فالنسيا في البطولة الأوروبية عند الخروج المبكر بل امتدت إلى الخسائر المالية حيث قدرت إذاعة "ماركا" الأسبانية خسائر الفريق بنحو 20 مليون يورو.
ووصفت صحيفة "سوبر ديبورتي" هذا الفشل بأنه "إخفاق خطير سيكون له عواقب سلبية وخيمة بالفعل على الفريق على المستويين الرياضي والاقتصادي".
وكان فالنسيا وضع ميزانيته على أساس الوصول إلى دور الثمانية في البطولة الأوروبية مثلما نجح في الموسم الماضي.
وذكرت الصحف الأسبانية خلال الفترة الماضية أن فالنسيا يمر حاليا بأسوأ أزمة له على مدار السنوات العشر الأخيرة منذ استقالة الرئيس الأسبق للفريق باكو رويج عام 1997.
وذكرت صحيفة "إل باييس" أنه خلال فترة رئيسي النادي السابقين بدرو كورتيس (1997-2001) وخايمي أورتي (2001-2004) نجح الفريق في الفوز بلقب الدوري مرتين والحصول على كأس ملك أسبانيا وكأس الاتحاد الأوروبي والوصول لنهائي دوري أبطال أوروبا عامي 2000 و2001 .
وأوضحت الصحيفة أن تدهور نتائج الفريق في الفترة الماضية واستمرار هذه النتائج الهزيلة رغم تولي الهولندي رونالد كومان مسئولية تدريب الفريق أصاب الجماهير بحالة من الاستياء بسبب إصرار الرئيس الحالي خوان سولير على عدم التعاقد مع لاعبين جدد.
وصرح سولير بأنه أخبر كومان قبل التعاقد معه أنه لن يوفر ميزانية لضم لاعبين جدد مفضلا تخصيص الميزانية للمشروع الذي حصل فيه على دعم من ممثلي الحزب الشعبي اليميني ببناء ملعب جديد للفريق بسعة 70 ألف متفرج ومدينة رياضية متكاملة تحقق طموحاته المستقبلية.
ويبدو أن سولير نفسه هو محور المشكلات التي يعاني منها الفريق فمنذ أن تولى رئاسة النادي في عام 2004 وقع بلنسية ضحية للعديد من القرارات الهزيلة والخلافات الداخلية والإصابات واحتجاجات الجماهير ليسفر كل ذلك عن فشل الفريق.
واشترى والده (القطب الكبير في مجال الإنشاءات) نادي فالنسيا ليقدمه هدية إلى نجله سولير في عام 2004 وكأنها هدية متأخرة لزفافه.
وتولى سولير الابن رئاسة النادي في حزيران/يونيو 2004 في الوقت الذي احتفل فيه النادي بلقب الدوري الأسباني الذي فاز به الفريق للمرة الثانية في غضون ثلاث سنوات بالإضافة للاحتفال بنجاح الفريق في كأس الاتحاد الأوروبي.
وبدا الفريق قويا وصلدا في بداية عهد سولير الابن وكان تشجيع الجماهير للفريق حماسيا وإيجابيا كما بدا مستقبل الفريق ساطعا لدرجة دفعت معظم المراقبين والمتابعين للنادي إلى الاعتقاد بأن أحدا لن يستطيع إيقاف نجاح الفريق بما في ذلك سولير الابن غير المؤهل لهذا المنصب.
ولكن الواقع كان مختلفا تماما وثبت خطأ هذه الاعتقادات حيث قاد سولير الابن هذا النادي الرائع إلى الحضيض في غضون ثلاثة أعوام ونصف العام.
وظهرت قلة خبرة سولير الابن عندما سمح للمدرب رافاييل بينيتيز المدير الفني للفريق بالرحيل إلى ليفربول الإنجليزي رغم أنه أكثر المدربين نجاحا في تاريخ نادي فالنسيا.
وأسرع سولير بقلة خبرته إلى العاصمة البريطانية لندن للتعاقد مع الإيطالي كلاوديو رانييري المدير الفني السابق لتشيلسي الإنجليزي والذي سبق وأن نجح مع فريق فالنسيا في الفترة من 1997 وحتى 1999.
ومنح سولير الضوء الأخضر والحرية التامة إلى رانييري ليتصرف كما يحلو له في الفريق مما دفع رانييري إلى التعاقد مع عدد من مواطنيه لتدعيم صفوف الفريق.
ولم تمض سوى ثمانية شهور حتى أقال سولير المدرب رانييري ومعاونيه بعد أن كلفوا النادي نحو 20 مليون يورو.
ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد بل اضطر سولير لبيع جميع اللاعبين الذين تعاقد معهم رانييري وبمقابل مادي أقل من الذي دفع للتعاقد معهم. وأقال سولير حتى الآن ثلاثة مدربين وأربعة مديري كرة.
وحرص سولير في تموز/يوليو الماضي على تقديم عقد جديد مغري للمدرب كويكي سانشيز فلوريس المدير الفني السابق للفريق ليمدد عقده حتى عام 2009.
ووافق سانشيز على البقاء بعد أن نفذ له سولير شرطه الأساسي وهو إقالة الإيطالي أميديو كاربوني مدير الكرة بالفريق ليعين بدلا منه ميجيل آنجل رويز.
ولكن سولير أقال سانشيز نفسه بعدها بثلاثة أشهر وذلك قبل يومين فقط من مواجهة ريال مدريد في فالنسيا رغم أنه كان في المركز الثالث بالدوري الأسباني آنذاك بالإضافة إلى أنه كان في موقف جيد وقتها للتأهل إلى الدور الثاني بدوري أبطال أوروبا.
ومني الفريق بقيادة مدربه المؤقت أوسكار فيرنانديز بهزيمة مدوية 1/5 على ملعبه أمام ريال مدريد لتكون أكبر هزيمة للفريق على ملعبه منذ سنوات طويلة.
وتعاقد سولير مع كومان ليتولى تدريب الفريق خلفا لسانشيز فلوريس ولكن سارت أحوال الفريق تحت قيادة كومان من سيء إلى أسوأ.
وضمن كومان لنفسه قبل أيام العداء الدائم مع مشجعي الفريق بعدما أعلن استبعاد اللاعبين المخضرمين سانتياجو كانيزاريس حارس مرمى الفريق وديفيد ألبيلدا من حساباته حتى نهاية الموسم.
وأصبح اللاعبان الدوليان ميجيل أنجل أنجولو وفيسنتي رودريجيز الضحيتين الجديدتين لكومان.
وقد يتخلى كومان في فترة الانتقالات الشتوية في كانون ثان/يناير الحالي عن بعض النجوم الذين تعاقد معهم الفريق بمقابل مادي هائل مثل نيكولا زيجيتش ومانويل فيرنانديز وحارس المرمى الألماني تيمو هيلدبراند.
ويبدو كومان حريصا أيضا على التخلص من ميجيل أنجل رويز مدير الكرة بالنادي الذي تولى المسئولية قبل خمسة شهور فحسب.
وسيكون على سولير في حالة رحيل كل هؤلاء أن يدفع لهم باقي مستحقاتهم المالية بالإضافة إلى إنفاق مزيد من المال للتعاقد مع بدلاء لهم.
وما يزيد وضع فالنسيا سوءا أنه لم يعد الفريق الأول في منطقته حيث تفوق عليه في الفترة الماضية فريق فياريال الذي ينافس برشلونة على المركز الثاني في الدوري.
ولم يعد غريبا أن يحتاج سولير إلى حماية وحراسة الشرطة لمنزله على مدار 24 ساعة يوميا ، في ظل الهتافات العدائية التي ينالها مع كل مباراة يخوضها الفريق على ملعبه.